منتدى ايوب للمعرفة
لا يمكنك دخول المنتدى و تصفح محتواه
الا بعد التسجيل
شكرا
منتدى ايوب للمعرفة
لا يمكنك دخول المنتدى و تصفح محتواه
الا بعد التسجيل
شكرا
منتدى ايوب للمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ايوب للمعرفة

من اجل تشر المعرفة الشاملة
 
المجلةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
عيدكم مبارك و كل عام وانتم بخير

 

 فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايوب
Admin
ابو ايوب


عدد المساهمات : 515
نقاط : 1548
تاريخ التسجيل : 23/01/2010

فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط  Empty
مُساهمةموضوع: فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط    فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط  Icon_minitimeالأحد أغسطس 15, 2010 4:58 am

فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط كما عرفته
بقلم الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط أمد الله في عمره وعافاه مفتي الجمهورية السابق، ممن تكاد لا تجد من يذكره بسوء، وألسنة الخلق أقلام البارئ، وأمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا تجمع على ضلالة، وإذا أحب الله عبدا من عباده نادى مناد في السماء أن ربكم يحب عبده فلانا فأحبوه، ونادى مناد في الأرض، أن ربكم يحب عبده فلانا فأحبوه، لا نزكي على الله أحدا ولكن الشيخ محمد كمال الدين جعيط ممن آتاهم الله خلقا رضيا وسع به كل من عرفوه سواء من تتلمذوا عليه أم من زاملوه وعملوا معه في التدريس في الجامع الأعظم والكلية الزيتونية أو في الجامعة العربية لما كانت تتخذ من تونس مقرا لها أو في مجلس النواب عندما كان من بين أعضائه، أو عندما أسندت إليه خطة مفتي الجمهورية وهي الخطة التي ظل يباشرها إلى أن تعذر عليه مواصلة القيام بها لأسباب صحية.

عرفت فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط في الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين وتشرفت بالتتلمذ عليه في قسم الفقه والسياسة الشرعية وكان يدرسنا مادة أصول الفقه وهي من أصعب المواد الشرعية ومن أهمها، فكان حفظه الله يعد درسه ويكتبه ثم يتولى إملاءه مشفوعا بشروح ضافية يجهد نفسه في جمعها من بطون الكتب النفيسة التي تحتويها مكتبته التي ورثها عن والده المنعم سماحة الشيخ محمد العزيز جعيط رحمه الله وزادها ثراء بما اقتناه وحرص على إضافته إليها من أهم المدونات خصوصا في مادتي أصول الفقه ومقاصد الشريعة.

اذكر انه حفظه الله درسنا لمدة عام كامل بمعدل ساعتين أسبوعيا مبحث الخاص والعام وهي مسألة أصولية في غاية الدقة، وكان حفظه الله يبذل جهدا مضنيا في سبيل أن نستوعب نحن معشر الطلبة ممن لم يتهيأ لنا أن ندرس في التعليم الثانوي الزيتوني لأننا لم ندركه إذ دخلنا الجامعة بعد أن أصبحت الزيتونة مجرد كلية جامعية يلتحق بها حملة شهادة الباكالوريا آداب ومن حسن الحظ أننا كنا في تلك الفترة (أوائل السبعينات) معاشر حملة الباكالوريا آداب أقلية قليلة جدا إذ لم يعمل بعد بنظام التوجيه، كان في وضع يشبهنا حملة شهادة الترشيح أولئك الذين فتح لهم سماحة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله أبواب الكلية الزيتونية ليواصلوا دراستهم الجامعية بصفة استثنائية ودون كل كليات الجامعة التونسية، وهي منة لا ينبغي أن ينساها لسماحة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور رحمه الله أي واحد من هؤلاء الترشيحيين الذي اغتنموا والحق يقال هذه الفرصة الذهبية وشمروا على ساعد الجد والاجتهاد وكانوا يجمعون بين العمل في الصباح إلى ما بعد الظهر والدراسة المسائية التي تمتد إلى الساعة الثامنة ليلا فكانوا بحق عصاميين ومن هؤلاء من ارتقى مباشرة من التدريس في التعليم الابتدائي إلى التدريس في التعليم الجامعي العالي بعد حصولهم على شهادتي دكتوراه المرحلة الثالثة ودكتوراه الدولة.

وكان معنا صنف آخر من الطلبة هم حملة شهادة التحصيل الزيتوني وهؤلاء –والحق يقال- كانوا يتميزون بتكوين ثانوي زيتوني متين فلم يكن التعليم الجامعي في الكلية الزيتونية يزيدهم معلومات تذكر إلا أنهم أضافوا إلى معارفهم منهجا جامعيا وموادا إنسانية واجتماعية ولغات أجنبية لم تكن من قبل من مواد التعليم الزيتوني الثانوي.

كان فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط من تلك الصفوة من البقية الباقية من شيوخ الزيتونة الأبرار الذين استعان بهم سماحة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله لجعل التعليم الزيتوني الشرعي يمتد سنده المبارك بعد أن كاد ينقطع في خطة مدروسة تحت عنوان توحيد التعليم!! كان الشيخ محمد كمال الدين جعيط حفظه الله من هؤلاء الذين نذكر بعضا منهم مترحمين عليهم حافظين لفضلهم علينا وعلى كل أبناء تونس وشعبها المسلم من هؤلاء الشيوخ: محمد المختار بن محمود، محمد الهادي بلقاضي ومحمد الشاذلي بلقاضي ومحمد العربي العنابي وأحمد بن ميلاد وبلقاسم بن خذر ومحمد الشاذلي النيفر ومحمد الطاهر النيفر وأحمد مهدي النيفر ومحمد علي السهيلي والعربي الماجري والقاني السائح ومصطفى كمال التارزي والحبيب المستاوي ومصطفى المؤدب والحطاب بوشناق رحمهم الله، وغيرهم ممن غادرونا إلى دار البقاء. ولا ننسى من لا يزالون على قيد الحياة حفظهم الله وأمد في أنفاسهم الشيوخ: محمد الحبيب بلخوجة ومحمد مختار السلامي والبشير العريبي، والقائمة طويلة وبهؤلاء وأولئك أمكن للزيتونة أن تواصل أداء دورها في الداخل والخارج هذا الدور الذي أراد العهد الجديد بعد تحول السابع من نوفمبر 1987 أن تستأنف القيام به كجامعة وليس مجرد كلية وهو القرار الشجاع والرائد الذي اتخذه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بعد اقل من شهر من انبلاج فجر التغيير.

عرفت الشيخ محمد كمال الدين جعيط بعد ذلك وعن قرب عندما كنا عضوين بمجلس النواب في دورة (1994،1999) وهي الدورة التي لم يكملها إذ انتقل قبل نهايتها لتولي خطة مفتي الجمهورية، وشهادة لله وللتاريخ أن فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط لم يسع لتولي هذه الخطة ولم يطلبها وإنما جاءته باصطفاء واستنجاب من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وكان يوم تعيينه يحضر جلسة عامة لمجلس النواب وطلب منه أن يتوجه إلى الوزارة الأولى حيث ضبط له موعد لقاء مع السيد الوزير الأول السابق الدكتور حامد القروي وما كان يعلم فحوى هذا اللقاء حتى انه مر بمكتب سلفه فضيلة الشيخ محمد مختار السلامي ليجده يتهيأ هو أيضا للقاء السيد الوزير الأول.

كانت تجربة فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط في مجلس النواب على قصرها ملئية بالعطاء الأصيل المتوازن والرصين وكان يرأس الجلسة الأولى في مفتتح كل سنة برلمانية باعتباره اكبر الأعضاء سنا وكان يستعد لهذا الموعد السنوي أتم الاستعداد فتجمع كلمته بين الحكمة والموضوعية والتثمين لما تحقق من حصيلة في كل سنة برلمانية، وكان ومن خلال عضويته في لجنة التشريع أو عندما تنعقد جلسة مشتركة بين اللجنة السياسية واللجنة التشريعية الحريصة على أن يظل ما يصدر من تشريعات وما يدخل على القوانين من تنقيحات منسجما مع دستور البلاد نصا وروحا وهو ما تم بالفعل والحمد لله بإرادة سياسية حاسمة وأصيلة لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي سيحفظها له التاريخ.

وعندما انتقل فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط لتولي خطة الإفتاء كان زينة هذه الخطة في علمه المضبوط المدقق المحقق وفي خلقه الرضي الرفيع، وفي التزامه الديني والوطني في كل أحواله وحيثما كان وفي كل ما يصدر عنه من فتاوى وبيانات: في بداية شهر رمضان المعظم ونهايته وعند دخول كل عام هجري جديد عند تحديده بدقة سواء كان ذلك لزكاة الفطر أو لنصاب الزكاة لكل عام. وعندما كان يحضر بالخارج ما يعقد من مؤتمرات وندوات واجتماعات دورات مجمع الفقه الإسلامي كان فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط مثال الشيخ الزيتوني التونسي السمح في خلقه، العف في لسانه، الذي يألف ويؤلف.

وقد كان لي شرف صحبته في بعض هذه المؤتمرات فاكتشفت فيه من مكارم الأخلاق والعطف والسرور والاعتزاز بمن يسير على خطى من سبقوا من الشيوخ البررة مما زادني حبا له وتعلقا به.

إن فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط الذي واصل أداء رسالته بكفاءة واقتدار رغم ما اعترى جسده من علل لم يكن في يوم من الأيام ممن يلهثون وراء المناصب، لقد جاءته خطة الإفتاء بدون سعي كما اختير لعضوية مجلس النواب بدون طلب، وكذلك الأمر في المرحلة التي تلت حصوله على التقاعد من الكلية الزيتونية فقد اختير ليكون خبيرا في جامعة الدول العربية للعمل في مشروع توحيد التشريعات العربية بالخصوص في قوانين الأسرة.

في كل هذه المواقع وخلال كل هذه المراحل المتتابعة ظل فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط ذلك الشيخ السمح العف الرصين المتزن المتفتح والمجتهد والمجسم من خلال ما أصدره من بحوث وفتاوى لمقولة (الإسلام صالح لكل زمان ومكان) وليس المقام مقام تعداد وإيراد نماذج لفتاويه واجتهاده ولكنني اكتفي فقط بذكر الفتوى التي تتضمنها المطوية التي توزعها جمعية التشجيع على التبرع بالأعضاء وزرعها حيث تجعلها منطلقا لبيان حكم الشريعة الإسلامية في التبرع بالأعضاء من اجل إنقاذ حياة الأنفس البشرية.

وكم كان سيادة الرئيس زين العابدين بن علي متألقا مرهف الحس يلقن أفراد الشعب درسا بليغا في الوفاء والاعتراف بالجميل وذلك عندما وشح صدر فضيلة الشيخ محمد كماد الدين جعيط بالصنف الأكبر من وسام السابع من نوفمبر. ففي ذلك خير تكريم لهذا الشيخ الفاضل الجليل بعد أن تعذر عليه لأسباب صحية مواصلة القيام بعمله، حفظ الله شيخنا محمد كمال الدين جعيط وأمده بالصحة والعافية وجازاه الله خير الجزاء عن دينه وشعبه وبلاده انه سبحانه وتعالى سميع مجيب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayoubsoft.ahlamontada.com
 
فضيلة الشيخ محمد كمال الدين جعيط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجموعة مؤلفات الشيخ الجليل محمد الغزالي
» لمحة موجزة عن سيدي الشيخ العلامة محمد الصادق الشطي رحمه الله عز وجل
» لمحة موجزة عن سيدي العلامة الشيخ محمد مختار السلامي حفظه الله
» الشيخ محمد النخلي القيرواني 1285-1342 هـ / 1868 – 1924 م
» لمحة موجزة عن سيدي الشيخ العلامة محمد الشاذلي ابن القاضي رحمه الله عز وجل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ايوب للمعرفة :: قسم الاسلاميات :: كتب دينية و موسوعات-
انتقل الى: