منتدى ايوب للمعرفة
لا يمكنك دخول المنتدى و تصفح محتواه
الا بعد التسجيل
شكرا
منتدى ايوب للمعرفة
لا يمكنك دخول المنتدى و تصفح محتواه
الا بعد التسجيل
شكرا
منتدى ايوب للمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ايوب للمعرفة

من اجل تشر المعرفة الشاملة
 
المجلةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
عيدكم مبارك و كل عام وانتم بخير

 

 الأطفال والتلفزيون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايوب
Admin
ابو ايوب


عدد المساهمات : 515
نقاط : 1548
تاريخ التسجيل : 23/01/2010

الأطفال والتلفزيون Empty
مُساهمةموضوع: الأطفال والتلفزيون   الأطفال والتلفزيون Icon_minitimeالسبت أبريل 17, 2010 11:29 am

الأطفال والتلفزيون

الأطفال والتلفزيون 1693
والآثار النفسيَّة والاجتماعيَّة للتلفزيون
على سلـوك الطفــل ...من منظور علم النفس
أصبح التلفزيون جزءاً من أثاث كل منـزل ووجوده ضرورة عند كثيرين لأسباب شتى كالتسلية وقتل الوقت ولمعرفة آخر الأخبار ووسيلة لإلهاء الأطفال ومنعهم من تمضية أوقاتهم في الشوارع لما فيها من سلبيات تعود عليهم بالضرر. إلا أن التلفزيون ولكونه ينقل الواقع فلا بد من وصول هذه السلبيات بصورة أو بأخرى، فهو وإن كان يشد الأطفال لساعات، ويريح الوالدين من بعض المشاكل، يبقى من ناحية ثانية مصْدَراً للمشاكل. فكثيراً ما يساهم في إثارة نعرة العنف في تصرفات الصغير، ويشجع على الاقتباس وينعش العقلية المادية، مما يدفع الطفل لاقتناء أشياء ما كان يطلبها لو لم يرها على شاشته ويدفعه لتناول منتجات ضارة بإظهارها بصورة برَّاقة وجذَّابة، فقد أثبتت الدراسات أن بعض البرامج تحرضهم على استعمال العنف في التعبير عن رغباتهم أمام أولياء أمورهم أو تلقنهم مفاهيم وتلميحات جنسية تفوق قدراتهم العقلية مما يوجّه أفكارهم لخيالات وهمية مؤذية… وفي دراسة تمت في بريطانيا تبين أن أطفالاً بريطانيين لم تتجاوز أعمارهم ست سنوات يدخلون المشافي والعيادات بسبب إصابتهم بمرض فقدان الشهية العصبي الذي يؤدي إلى نقص الوزن، والأطباء قلقون بشأن اهتمام الأطفال الزائد بوزنهم لدرجة أنهم يتبعون نظاماً غذائياً صارماً، ووجدوا أن أكثر من ربع أعداد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وسبع سنوات يريدون أن يكونوا أكثر نحافة على الرغم من أن وزن معظمهم متناسب مع طول قامتهم أو دون ذلك، والخبراء ألقوا المسؤولية على التلفزيون الذي يحبذ النحافة عند أمهاتهم وأولياء أمورهم وبالتالي اكتسب الأطفال عاداتهم. والملفت الذي أشارت له الدراسات أن أحداث الحياة الحقيقية كنشرة الأخبار والقصص الواقعية والجرائم التي تقع في المجتمع ويعرضها التلفزيون والأفلام الوثائقية عن مشاهد الحرب وتقارير المراسلين من مواقع الحروب والبرامج التي تصور الغابات وقتل الحيوانات بعضها لبعض كل هذه تؤثر في نفسية الطفل أكثر من أفلام الرعب والخيال العلمي التي بدورها تدفع بعض الأطفال لتجريب الطيران من على الشرفات أو استعمال المواد الكيماوية لتحضير مستحضرات سحرية يتناولها البطل فيمتلك قوى خارقة لينال ما يريد فضلاً عن الكوابيس والأحلام المزعجة التي تثيرها مشاهد العنف ورجال الكواكب الأخرى والوحوش الوهمية.
والجدير بالذكر أن بعض الأطفال وبعد هذه المشاهدات وإدراكهم أنها مجرد خيال وأوهام بعد أن تابعوها على أنها أحداث حقيقية ومؤلمة كانوا يغضبون في نهاية الفيلم عندما يتبيَّن أنها ملفَّقة وأكاذيب مما يزعزع ثقتهم بالعالم من حولهم وبالنظريات العلمية المفيدة.
لاشك أن وسائل الإعلام مسؤولة مسؤولية كبيرة عن التنشئة الاجتماعية للفرد، فهي تسهم في تربية الأجيال وتوجيههم، ونستطيع القول أنها تسهم في بناء شخصية الإنسان العربي التي نجد فيها الصفات الإيجابية والصفات السلبية.
نستطيع أن نذكر بعض الأدوار السلبية التي أدتها وسائل الإعلام العربية منها إفساد اللغة العربية لكثرة الأغلاط في الاستخدام أو لاستخدام اللهجات العامية والمحلية في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، كما أن مشاهد العنف والقسوة والمكر.. أدت إلى اضطرابات نفسية الطفل العربي، وهناك أيضاً مسألة هامة وهي أن الأعمال التلفزيونية تصور الشخصيات بصور لا تلائم جوهرها وحقيقتها إذ تصور شخصية المجرم أو المرتشي أو المسيء أنيقاً جميلاً قريباً من النفس، في حين تصور المعلم أو المتعلم أو الطبيب النفسي أو المؤمن بالقيم والفضائل، تصوره إنسانًا مضطرباً مهلهلاً غير متوازن، فلابد من إعادة النظر بهذه القضايا الجوهرية التي تؤثر على شخصية الإنسان العربي وفي قيمه ومفاهيمه واتجاهاته.
ولا بد من إيجاد رقابة تربوية على وسائل الإعلام لتؤدي أدوارها التربوية النفسية على نحو أمثل، ولابد من الإشارة إلى أن التلفزيون استقطب اهتمام الناس ولأوقات طويلة فنقص عدد القرَّاء. وتراجعت ثقافة الإنسان العربي تراجعاً ملموساً، نعني الثقافة المعمقة، فلابد من إيجاد توازن بهذه المسألة حيث أنه مع تطور وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وتقنياتها لا نستطيع أن نغفل دور هذه الوسائل في العملية التربوية، ومن المعلوم أنه لم تعد مهمة التربية مسؤولية المعلم والمدرسة وحدهما، كما أن مهمة المدرسة لم تعد مقتصرة على إعطاء المعلومات والمعارف، كما أن المعرفة لم تعد حكراً على المدرسة وحدها، فقد أصبح الأطفال والطلاب على اتصال وثيق بوسائل الاتصال المكتوبة والمسموعة والمرئية وشبكات الاتصال العالمية «الإنترنيت» إضافة إلى مصادر أخرى كالجمعيات والنوادي..
وإذا أمعنا النظر والتدقيق لا نجد إنساناً إلاّ ويتأثر بوسائل الإعلام، فهي تؤدي أدوارًا مهمة في تنشئة الفرد وتعليمه وتثقيفه وإعلامه، تعلمه القيم والمعايير السلوكية وتنقل إليه الثقافة المحلية والعالمية.. وذلك من خلال البرامج المنوعة التي تقدم إلى الشباب والكبار والمرأة والأطفال يقوم الإعلام بإعلام الجماهير بمجريات الأحداث الهامة محلياً وعالمياً، وهو وسيلة تربوية تتضمن صراحة برامج تعليمية وأحياناً قنوات تعليمية، ولهذه البرامج والقنوات أهداف أربعة على الأقل: تبسيط العلوم – محو الأمية – البرامج التعليمية – الثقافة العامة. ومن المفيد أن نذكر هنا أنه هناك تنسيق يتم على مستوى رسمي بين وسائل الإعلام – التلفزيون خاصة – ووزارات التربية والتعليم في جميع أنحاء العالم، حيث تبث برامج محددة زمنياً بدقة يتابعها الأهل مع أطفالهم. وهناك تعليم غير مباشر من خلال برامج المرأة وربَّات البيوت تقدم إليهن مواد ملائمة عبر دورات مبسطة من خلال برامج تلفزيونية تتناول أساليب تربية الطفل ومراحل نموه، إضافة إلى موضوعات تربوية ونفسية وطبية واجتماعية حول تربية الطفل، القصد من هذه البرامج تعليم الأم وتثقيفها بشكل غير رسمي وغير نظامي.
ومن المعلوم أن الوزارات والمؤسسات المختلفة ووسائل الإعلام ومنظمات الشباب والمعلمين تهتم اهتماماً خاصاً بالأطفال بطرائق غير مباشرة، إذ تقدم الرعاية الكافية لهم والتوجيه المناسب، إلى جانب ما يقدم من تربية وترفيه وتعليم ، توجههم إلى كيفية قضاء أوقات فراغهم، وكم تعلمنا من وسائل الإعلام كيف نقضي وكيف نُرشِّد أوقات الفراغ، ومن المعلوم أنه لكل مجموعة من برامج الأطفال لجان متخصصة، وهذه اللجان تحوي أطراً من تخصصات مختلفة في مقدمتها أخصائيو التربية وعلم النفس، والإعلاميون، تقوم هذه اللجان بالتخطيط والإعداد والبرمجة والمتابعة، فلا يمر أيّ برنامج أو مادة ما لم تقرأها وترى نماذج من هذه البرامج وتدرس الفائدة التربوية لها.
إننا بحاجة في إعلامنا العربي إلى هذه اللجان الهامة المتخصصة، ونحن بحاجة إلى دراسات علمية ميدانية لتقصّي آثار وسائل الإعلام في تربية الأطفال، ومن هنا لابد لنا من البحث في الآثار النفسية والاجتماعية للتلفزيون على سلوك الطفل:

1. تأثير التلفزيون على مَلَكَة الخيال والإبداع :

التلفزيون يقدم للأطفال كل شيء جاهزاً مرسوماً ومصوراً بعناية، وهذا يؤثر بشكل كبير على ملكة الخيال عند الأطفال بتركيز فكرهم وانتباههم على مشاهد التلفزيون فقط. إن القصص والحكايات التي كانت ترويها الجدات قبل انتشار التلفزيون كانت تنمي خيال الطفل وتساعد فيما بعد على الإبداع، ومن هنا كانت الحاجة إلى القصص الخيالية ضرورية لتنمية ملكة الخيال والإبداع عند الطفل، حيث أن الإنتاج المقدم للأطفال على الشاشة الصغيرة يقدم لهم الأحداث والشخوص والوقائع بشكل مشوّه وبعيد عن الحقيقة في الأعم الأغلب منه، وأن أنسنة الأشياء والتي قد تكون مناسبة للأعمار الأدنى من عمر الطفولة حيث يتحدث الطفل مع الأشياء التي حوله أو يقبل أن يراها تتحدث مع بعضها تشوّه في بعض العروض التلفزيونية لتقدم للطفل وبشكل غير مقبول الخضار والفواكه والأدوات والحيوانات الغريبة الشكل متحولة إلى كائنات تتكلم وتتصرف مثل البشر، وتمتلك رغبات كرغباتهم، فيرى الطفل أمامه صوراً متلاحقة لمخلوقات عجيبة غريبة تتنازع وتتخاصم وتتآمر وتتعارك بل تشنّ حروباً وحروباً مضادة لا تنتهي، وهي إذ تفعل ذلك تتقدم بأشكالها الغريبة المشوهة في كثير من الأحيان لتحتل خيال الطفل، إن هذه المشاهدة من شأنها إفساد ما تبقى من خيال الطفل المعطّل أساساً بل وترسم فيه صوراً لتلك الأشياء بشكل ما فمن المؤكد أنها لن تكون جميلة، وسيصعب عليه نسيانها أو اقتلاعها في القادم من أيامه والباقي من عمره...

2. تغيّب الثقافة المحلية وإحلال ثقافة غربية بدلاً عنها :

إن معظم البرامج والأفلام التي تعرضها شاشة التلفزيون مستوردة من الغرب وتتناول صوراً وأحداثاً ووقائعاً غريبة عن واقع مجتمعاتنا، ولقد أصبح الطفل معتاداً عليها – للأسف – إذ أنه يعرف عن " أوسكار " و " السيدة ملعقة " أكثر مما يعرف عن الخسناء وزنوبيا، وهناك ندرة واضحة في البرامج المحلية، هذه البرامج التي من المفترض أن تتناول وقائع وأبطال وأحداث من التاريخ العربي والإسلامي، لكي يستطيع الطفل أن يتحصَّن بثقافته المحلية ويحافظ على خصوصيته التاريخية والجغرافية، ويقاوم – بالتالي – سبل النتاجات التلفزيونية الغربية...

3. انقطاع التواصل الثقافي بين الأجيال :

إن حكايات الأجداد والجدَّات في ليالي السمر وأحاديث الرجال ومسامراتهم حول مواقد الشتاء أو ليالي الصيف تحت ضوء القمر كانت تنقل للأحفاد والأبناء ثقافة كاملة وتاريخاً كاملاً زاخرأ بالملاحم والأبطال والانتصارات، وهي تنقل أيضاً عاداتهم وتقاليدهم ومكرماتهم، وكان الطفل حين يتوسد صدر أمه قبل النوم وهي تدندن له أغنية عذبة، جميلة، وتحكي له حكاية صغيرة لطيفة، كانت تفعل ذلك ليس لينام الطفل فقط، ولكنها كانت في الوقت نفسه تزرع في نفسه دفء العاطفة، وحنان الأم وأمان الأسرة السليمة، حينما كان الطفل ينتقل بخياله إلى عوالم مسحورة جميلة مع ذلك الصوت الدافئ، العذب، فيغط هانئاً آمناً في نوم عميق مريح، وبسمة رضى عريضة مرسومة على شفتيه، بل وتغطي وجهه، إن ذلك كله انتهى أو كاد أن ينتهي مع انتشار التلفزيون بمسلسلاته وبرامجه فانجذب إليه الأطفال وأخذ الكثير من وقتهم حتى أنه بات أمراً مزعجاً أن تطلب منه جدَّته – مثلاً – أن يناولها كأساً من الماء لأنه يشعر بأن تقديم كأس الماء هذه لجدَّته قد صرفه عن مشاهدة لقطة أو صورة أو حدثاً على شاشة التلفزيون، وبذلك يكون التواصل الذي كان قائماً بين الأجيال من خلال حكايات الجدّات والأجداد قد انقطع بانصراف الطفل إلى التلفزيون وابتعاده عن هذه الحكايات والقصص...

4. تأثير التلفزيون على الوقت :

في الوقت الذي نعمل ونتعلم ونربي الأبناء، ويمارس الأبناء أنشطتهم ويحققون رغباتهم فالوقت حياة، وبعض الناس يقومون بهدم نظام حياتهم ويعيدون ترتيبه من جديد وفق مزاج التلفزيون، وهذه ظاهرة تعم بلدان العالم كافة، ففي أمريكا مثلاً حوالي 80% يستعينون بالتلفزيون باعتباره " جليسة أطفال إلكترونية " ومن التأثيرات المتعلقة بالوقت تأثير التلفزيون على الأنشطة التربوية، ففي دراسة أجريت في الكويت جاء في نتائجها أنّ 97.5 % من أفراد عينة الدراسة يرون أن بث الدورة الصباحية حدّ من خروج الأطفال من المنزل، وهذا دليل قدرة التلفزيون على الاستحواذ لاهتمام الأطفال، ومن ثم احتمال تدخله في تشكيل اتجاهاتهم وتحوير سلوكهم ومنعهم عن ممارسة الأنشطة الأخرى، كاللعب والقراءة والاختلاط بالمجتمع... التي تعتبر مناشط أساسية في عملية التنشئة الاجتماعية والنفسية، وكذلك يؤثر التلفزيون على درجة إنجاز الطفل لواجباته المدرسية وعلى الطريقة التي يتبعونها في إنجاز هذه الواجبات. ويتمثل هذا التأثير في حرص الأطفال على الانتهاء من واجباتهم قبل بداية الرسوم المتحركة أوتأجيل هذه الواجبات أو خلط ما يجب أن يشاهدوه وما يجب أن يؤدونه نحو أعمالهم المدرسية. وقد يشغل التلفزيون ربة البيت عن أعمال منزلها وتربية أطفالها كما يتسبب في تأخر موعد نوم الأطفال، وقد أيَّد هذه النتيجة 82.9% من الذكور و 82.4 % من الإناث في المجتمع الأردني.

5. تأثير التلفزيون على العلاقات داخل الأسرة :

حدث عدد من المشكلات بعد دخول التلفزيون في حياة الناس، وهناك بعض المؤشرات التي تربط بين التلفزيون وارتفاع المشكلات داخل الأسرة ومن تلك المشكلات " أنّه يحد من الحوار بين أفراد العائلة " وذلك بسبب منع الآباء أبناءهم من مشاهدة بعض البرامج أو قلَّة الحوار أو بسبب استمرار الاستقبال لمادة برامجية معينة. يريدها الآباء ولا يريدها الأبناء أو بالعكس، حيث انشغال الطفل بعروض الشاشة الصغيرة لساعات طويلة ومتابعته باهتمام زائد أحداث المسلسلات والصور المتحركة تبعده عمَّن حوله وتنفّره ممَّن قد يشغله أو يبعده عن المتابعة ولو للحظات وهكذا نرى أنّ جلوس أفراد الأسرة أمام شاشة التلفزيون يؤدي بهم إلى حالة تقاربهم المكاني وتباعدهم في الأنفس، تفصلهم فواصل وحواجز لا مرئية، وهذه الحواجز تكبر وتكبر مع كل مقاطعة أو مداخلة فيزداد تباعد الأخوة بعضهم عن بعض، ويمكن أن يزيد هذا التباعد ما ينجم بين الإخوة من خصومات بسبب مشاهدة عروض التلفزيون إذ أنّ الرغبات في كثير من الأحيان تتعارض في مشاهدة عرض ما مختلف عمّا يراه الآخر في قناة مختلفة، ولهذا تنشب بينهم خلافات وشجارات صغيرة تكون البذرة الأولى لخلافات وشجارات كبيرة، وعندما يتم وضع أكثر من جهاز في المنزل يزداد الابتعاد بين أفراد الأسرة فينقسمون أكثر من فريق متباعد عن الآخر، يضاف إلى ذلك نوعية البرامج التي تزرع روح الفردية الاستهلاكية في نفوس الأفراد، إننا نرى الآن تفككاً ملحوظاً في الأسرة الواحدة، وتباعداً بين الأخوة الأشقَّاء وبين الآباء والأبناء أيضاً، هذا التباعد لم يكن موجوداً فيما مضى ولسنا بحاجة للتذكير بكثرة الخصومات الناشبة بين الأخوة بسبب تقاسم إرث أو ربح ولو بسيط إننا نعرف حالات كثيرة جداً لم يعد فيها الأخ يرى أخاه حتى في المناسبات المتباعدة كالأعياد والأفراح والأتراح، وبالرغم من أنّ لهذه الحالات أسباب أخرى تدخل في إطار سيادة نمط المجتمع الاستهلاكي إلاّ أنّ للتلفزيون دوره في هذا المجال...

6. التفسير العلمي لتأثير التلفزيون في سلوك الطفل :

يبدأ الأطفال في تعرفهم على التلفزيون في سن الثانية من عمرهم ، وفي السن الواقعة ما بين «3 – 16 سنة» من عمر الطفل، يقضي الأطفال أمام شاشة التلفزيون وقتاً أطول من الوقت الذي يقضونه في صفوف المدرسة الابتدائية خلال مجمل الفترة التي يذهبون فيها إلى المدرسة . وفي السن المبكرة من حياة الطفل «قبل دخول المدرسة» يشاهد الأطفال التلفزيون ويتابعون برامجه دون تركيز قوي لوقت طويل.
يمر الطفل بمرحلتين حتى يتشكل موقفه من التلفزيون وهما:
المرحة الأولى التي يعتمد فيها الطفل على الكبار في عملية اختيار البرامج وهذه المرحلة قبل الذهاب إلى المدرسة، ثم يبدأ تأكيد استقلاليته من سيطرة الكبار عندما يتعلم القراءة ويتعرف على الوقائع، وتمثل المرحلة الثانية تلك المرحلة التي يختار فيها الطفل ولوحده البرامج التلفزيونية التي يرغب أن يشاهدها. وتوصلت بحوث هيلدا هيميلوث وولبرشرام إلى أن أولئك الذين هم بحاجة أكثر إلى اللهو والتسلية هم الأطفال الأكثر اهتماماً ببرامج التلفزيون. ومنذ سن ما قبل الدخول إلى المدرسة وحتى المراهقة يرغب الأطفال بمشاهدة البرامج الموجهة خصيصاً للكبار، وما أن يبلغ الطفل سن الثانية عشرة حتى يصبح موقفه انتقادياً إزاء التلفزيون، لقد بينت البحوث أن برامج التلفزيون لا تشجع النشاط الخلاَّق والمبدع لدى الأطفال، ولكنه يؤثر تأثيراً إيجابياً في تطور ذهن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة. ولم يظهر بعد أن البرامج التلفزيونية تزيد من المعرفة العلمية إيجابياً. وتبين أن الأطفال الأكثر ذكاءً وتفوقاً هم الأكثر حكمة في الاختيار والانتقاء إزاء برامج التلفزيون والأقل إغواء وإغراء من الأطفال الأقل ذكاءً ونضجاً والوضع الاجتماعي والمادي للأسرة يلعب دوراً هاماً في هذا الصدد...

7. تأثير أسلوب عرض برامج العنف على السلوك العدواني لدى الطفل:

يتعلم الأطفال من التلفزيون مثلما يتعلمون من أيّ عرض مرئي آخر، وقد يكون العدوان من الميول السلوكية التي يتعلمها الأطفال من المشاهدة. حيث يثير النشاط العدواني في برامج التلفزيون خيال الطفل العنيف من خلال التوحد " أي يدمج الطفل ذاته في ذات الشخص الذي يثير إعجابه، فيدرك أنه هو وهذا الشخص واحد " ومن خلال عملية التوحد هذه يكتسب الطفل أنماطاً وعادات سلوكية كثيرة. وقد لخص البروفسور جورج كومستوك نتائج البحث العلمي عن العلاقة بين عرض العنف والسلوك العدواني فقال ما يلي:
1. أعمال الكرتون وكذلك العروض الحية للعنف يمكن أن تؤدي إلى سلوك عدواني من جانب المشاهد.
2. التعرض المتكرر لأعمال الكرتون وكذلك العروض الحية للعنف لا تلغي إمكانية أن يزيد التعرض الجديد للعنف من احتمال السلوك العدواني.
3. إن الإحباط يسهل القيام بعمل عدواني، والسلوك العدواني لا يتوقف على نمط معين من الإحباط.
4. من العوامل التي تزيد من احتمال التصرف العدواني هي الإيحاء بأن العدوان له ما يبرره، أو أنه مقبول اجتماعياً، أو أن دافعه الحقد، أو أن العدوان يعود بمنفعة، وكذلك تصويره بشكل واقعي، وأن تكون مادته شديدة الإثارة.
5. إن التعرض المتكرر لأعمال العنف ربما يضعف أو يزيد حساسية صغار المشاهدين تجاه الاستجابة إلى العنف في بيئتهم.
6. حتى لو كان العمل العدواني غير موجه ضد المجتمع. إلا أن المدلولات المتعلقة بإسهام عنف التلفزيون المضاد للمجتمع تظل قائمة.
من هذه المقولات وبيانات أخرى نجد أن التعرض للأفلام العدوانية في التلفزيون يمكن أن يؤدي إلى ما يلي:
- يقلل من قدرة الأطفال على كف الدفعات العدوانية، مما يؤدي إلى ارتكاب العنف والسلوك العدواني.
- يقلد الأطفال السلوك الذي يكافأ عليه فاعله أكثر من الذي يعاقب عليه فاعله، حيث يقلدون السلوك العدواني لاسيما حين يثاب.
- تسهم أفلام العنف في تشكيل صورة ونمط السلوك العدواني لدى الأطفال.

8. سيكولوجية إدمان المشاهدة :

لقد دلَّت البحوث أن الإدمان على المشاهدة ينتشر بين قليلي الذكاء عنه بين الأذكياء. وأن المدمنين من الطبقات العاملة أكثر منهم في الطبقات المتوسطة. ووِجِدَ أن الطفل المدمن هو الوحيد الذي لا يشعر بالأمن ويجد صعوبة في إيجاد علاقات مع الآخرين لذلك يبحث عن الصحبة والأمن في التلفزيون. وهناك شبه بين مدمني التلفزيون ومدمني السينما، ويهوى المدمن التمثيليات والمغامرات والألغاز التي تصور له الشخص الذي يتمنى أن يكون مثله والأسر السعيدة التي يتمنى أن يكون فيها. وهو الطفل الذي يجابه مشكلات لا يستطيع التغلب عليها.
ومدمن التلفزيون إذا لم يجد تلفزيوناً فإنه يدمن على الراديو أو السينما أو المسرح أو الكتب الهزلية، وعلاجه يكون عن طريق معالجة مشكلته لا بحرمانه، وتدل قلة المشاهدة على تحسن حالته، فمن الناحية النفسية هناك حاجة ماسة لتخطيط وقت الفراغ بحيث يشمل على مناشط رياضية واجتماعية وثقافية وخلوية. وعلى القراءة والاطلاع وتنمية الخبرات وممارسة الهوايات، وتنوع هذه المناشط حسب سن الطفل. فالمراهق يرغب في كثير من المناشط خارج المنـزل والتي تحقق له الاستقلال عن سلطان الأسرة وتمنحه فرصة لقاء الأصدقاء ويلزم دراسته، أما الطفل الذي يشاهد التلفزيون بصورة مستمرة فإنه يلتصق بطفولته ويعكس اضطراباً انفعالياً. ولكن هذا الاضطراب ليس نتيجة لعادة المشاهدة بل العادة في الواقع هي عرض من أعراض الاضطراب، فالمشاهدة ليست السبب بل هي نتيجة لوجود الاضطراب، والبرامج التي تتجه إلى الخيال تشجع المشاهد على أن يتخلى عن مشاكله في عالم الواقع ويلجأ للاستسلام والسلبية، وتشجع على العاطفية، أما البرامج التي تتصل بالواقع تجعل المشاهد على اتصال دائم بمشاكل الحياة الواقعية وتشجع الإيجابية في التفكير والسلوك وتزيد حصيلة المعرفة.

خـلاصــة :

1. للتلفزيون أهمية في التعليم الاجتماعي واللغوي وتقمص المشاهدين لبعض الشخصيات التلفزيونية وتنمية ذكاء الأطفال وتوعية الآباء والأمهات.
2. يشكو المشاهدون من تنمية التلفزيون للسلبية والكسل وضعف الإبصار وعرقلة نشاط التلاميذ الدراسي بالإضافة إلى عرض مشاهد عن الجنس والجريمة تؤدي إلى اضطراب السلوك.
3. الطفل المنحرف الذي يشاهد التلفزيون كان منحرفاً أصلاً قبل المشاهدة ولجأ إلى الإدمان كنوع من التعويض أو التنفيس الانفعالي.
4. من الضروري خضوع البرامج التلفزيونية للتخطيط من قبل الاختصاصيين في علم النفس والتربية والاجتماع.
5. يساعد التلفزيون على توحيد أفكار الناس وقيمهم واتجاهاتهم وميولهم ويثير خيالهم، ويساعد الفرد على إسقاط آلامه وآماله على ما يشاهد من أناس وأحداث وفي ذلك تصريف للشحنات الانفعالية، ولكنه يثير الخوف والقلق في الأطفال ويوفر منفذاً خيالياً للعدوان المكبوت لدى الفرد.
6. للتلفزيون دور في إقناع الناس والتوجيه المهني وتنمية الحس الخلقي والشعور الوطني.
7. تبين أنه كلما كبر حجم الأسرة زادت ساعات المشاهدة. ومن ذلك كله نخلص إلى نتيجة هامة تتلخص في أن التلفزيون يؤثر تأثيراً كبيراً في شخصية الإنسان، ويؤدي أدواراً تربوية كثيرة في التنشئة الاجتماعية وتكوين الاتجاهات والرأي العام، وتكوين الوعي بأشكاله المختلفة وتنمية الثقافة العامة وتعليم السلوك والعادات، أي يؤثر في شخصية الطفل وفق مجالات ثلاث: المجال المعرفي الذي يتمثل في اكتساب العلوم والمعارف والأفكار، ونقل التراث العلمي والحضاري، والمجال العاطفي أو الوجداني الذي يتمثل في اكتساب القيم والفضائل والاتجاهات وتكوين العواطف، وتكوين الإحساس بما هو جميل ومفيد والجانب الأدائي أو النفس – حركي الذي يتمثل بتعليم السلوك القويم والعادات الصحية السليمة.
ونؤكد في هذا المجال الدور الإيجابي – بغض النظر عن الدور السلبي – للتلفزيون، فهو يوازي دور المدرسة في الأهمية إذ يستقطب التلفزيون الاهتمام الكبير، ويستأثر بوقت الطفل لساعات طويلة لا سيما بعد وصول القنوات الفضائية إلى المنازل بيسر وسهولة وتسابق المحطات في استقطاب الأطفال وإغوائهم ببث مواد تحمل رسائل فكرية قد تكون خطرة، ونؤكد في هذا المجال حقيقة أصبحت واضحة وهي أن إعلامنا العربي موجه توجيهاً جيداً لخدمة قضايا الطفولة والإنسان العربي، وقد خطا إعلامنا العربي خطوات واثقة جيدة نحو التطوير الذي نلمس آثاره إيجابياً في تكوين شخصية الطفل في مجتمعنا، وينعكس أيضاً على التحصيل والمردود التربوي لأطفالنا، ولكن لا نزال نطمح إلى المزيد من هذا التطور ليحقق التلفزيون الأهداف التربوية المنشودة التي نسعى جميعاً تربيةً وإعلاماً إلى تحقيقها، هذا ويمكن أن نؤكد في سبيل ذلك المقترحات التالية:
1. تعزيز اللغة العربية الفصحى في جميع الأعمال التي يقدمها التلفزيون.
2. الاهتمام بالأعمال التراثية والتاريخية التي تجسد منجزات أعلام العرب والحضارة العربية.
3. الاهتمام ببرامج الأطفال ومسلسلاتهم والارتقاء بها إلى المستوى المنشود.
4. التركيز على صورة العلم المشرقة في برامج التلفزيون.
5. وضع خطط مبرمجة دائمة للإعلام التربوي تشارك فيها المؤسسات الإعلامية والتربوية: وزارة الإعلام، وزارة التربية.
6. إعطاء المسألة التربوية وعالم الطفولة حيزاً أكبر في برامج التلفزيون، وتطوير هذه البرامج علمياً.
7. تنويع أنماط البرامج الموجهة إلى الأطفال وإيجاد قنوات تواصل بين الطفل وبرامجه ليكون حياً فاعلاً لا منفعلاً.
8. تضافر الجهود الإعلامية والتربوية لمواجهة تحديات العصر وظروفه.
9. تطوير البرامج التعليمية في التلفزيون: طرائق، تقنيات، أسلوب، إخراج وتنفيذ.
10. ترشيد الإعلانات التجارية والحد من استخدام الأطفال فيها، والارتقاء بسوية المرأة في هذه الإعلانات.
11. تصميم مواقف أو إعلانات لقيم تربوية إيجابية.
12. المتابعة والتقويم لمواد التلفزيون بإعداد الدراسات العلمية لمراجعتها وتطويرها.
13. المشاركة الفعَّالة في الشبكة العربية للتعلم والتعليم عن بعد.
14. إحداث قناة تعليمية في التلفزيون تعمل على بث برامج تعليمية موجهة إلى جميع فئات المجتمع كافة تحقيقاً لعملية: " التعليم والتعلم عن بعد ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayoubsoft.ahlamontada.com
 
الأطفال والتلفزيون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» متن تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن ( الجمزورية )
» موقع غني جدا لتعريف الأطفال بدينهم بطريقة بسيطة و رسوم متحركة‏

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ايوب للمعرفة :: معلومات عامة :: خواطر-
انتقل الى: