علاقة الماسونية بالبروتستانتية
البروتستانت حركة إصلاحية للنصرانية، مضادة للعقائد الكاثوليكية، إلاَّ أن ما يجمعها مع الماسونية – وبالتحديد فرسان المعبد – هو كون هذه الكنيسة:
• مسؤولة عن نشر الأدب العبري في أوروبا، ومِنْ ثَمَّ تقريب العقائد اليهودية، بعد أن كان اليهود وكل ما له صلة بهم منبوذًا.
يقول الأستاذ أحمد السحمراني: "… والعامل الحاسم في نشأة الماسونية هو نشر الأدبيَّات العبرية في أوروبا؛ حيثُ قامت الكنيسة البروتستانتية بعمل هذه الأدبيات العبرية، وفي رحم البروتستانتية نشأ عددٌ من الشيع، أولها الماسونية؛ لهذا نجد أنَّ الماسونية والبروتستانتية تشتركان في مواجهة الكنيسة الكاثوليكية".
• البروتستانت مصدرُهم الرئيس العهد القديم "التوراة وملحقاته"؛ لذا ترى تقاربهم العجيب والمريب – لغير المختصِّين – مع اليهود والصهيونيِّين والماسونيين، أمَّا الكاثوليك فمصدرهم العهد الجديد "الإنجيل".
• الكنيسة البروتستانتية ثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية، والماسونية كذلك، والثأر لإحراق فرسان المعبد داعٍ للإطاحة بها، بل أطاح البروتستانت بكل ما له صلة بالبابا، وبالكثير من الأصول العقدية الكاثوليكية، كوساطة البابا، وحق الاعتراف للكاهن بالخطايا، وسلطة الحرمان البابوي.
• من المعلوم من التاريخ بالضرورة أن الماسونيِّين "فرسان المعبد" هم من العقول المدبرة للثورة الفرنسية، ورأس الحربة في الإطاحة بالنظم الملكية والكنسية في أوروبا، بل والاجتماعية والاقتصادية، وليس صدفة – إن وجدت الصدفة أصلاً – أن يسقطوا النظام الذي أبادهم وشرَّدهم، وصادر أموالَهم، وهو النِّظام الملكي الفرنسي، ثم توجَّهوا نحو الذي أصدر القرار بملاحقتهم "بابا الفاتيكان" للحدِّ من سُلطته البابوية الروحية والسياسية.
• نشأت الولايات المتحدة الأمريكية من المهاجرين البروتستانت، لكنَّها كانت محضنًا مثاليًّا لليهود وللماسون، وجمهور البروتستانت الآن طائفة مسيحية مُتصهيِنَة.
• كان المهاجرون البروتستانت الأوائل إلى أمريكا يُؤدُّون صلواتِهم باللغة العبرية، ويطلقون على أبنائهم وبناتهم أسماء أنبياء وأبناء وبنات بني إسرائيل الوارد ذكرُهم في التوراة، كما قاموا بفرضِ تعليم اللغة العبرية في مدارسهم؛ حيث شبهوا خروجهم من أوروبا إلى أمريكا بخروجِ اليهود أيام موسى – عليه السَّلام – من مصر إلى فلسطين؛ حيث نظروا إلى أمريكا على أنَّها (بلاد كنعان الجديدة)؛ أي: فلسطين، ونظروا أيضًا إلى الهنود الحمر وهم سُكان أمريكا الأصليُّون على أنَّهم الكنعانيون العرب، وهم سكان فلسطين الأصليون.
• عندما أسَّس البروتستانت جامعة (هارفارد) عام 1636م كانت اللُّغة العبرية هي اللغة الرَّسمية للدِّراسة في الجامعة، وفي عام 1642م نوقشت أول رسالة دكتوراه في جامعة (هارفارد) بعنوان (اللغة العبرية هي اللغة الأم).
• وقد كان انتشار الماسونية غالبًا في البلاد البروتستانتية؛ لأن البروتستانتية شكل من أشكال عَلْمَنة (المسيحية الكاثوليكية)، كما أنَّ معدلات العلمانية مرتفعة في المجتمعات البروتستانتية.
فقد انتشرت الماسونية بسرعة في الجزر البريطانية؛ بسبب عدم وجود كنيسة مسيطرة على جوانب الحياة، وبسبب انخراط الطبقة الحاكمة في صفوفها الماسونية.
ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة وأستراليا وكندا ومصر وفلسطين والهند وغيرها من المستعمرات أو المحميات الإنجليزية.
و احتفظت الحركة الماسونية بطابع هادئ مُهادن داخلَ التشكيل البروتستانتي.